- مراسلة الدنمارك – كتبه محمد هرار.
في مواطن الشتات الفلسطيني، تنبعث صورة الوطن الذي لا يغيّبه التقادم، ولا التنازل، ولا الحصار والعمالة، ولا حتى الهزيمة والدمار. هو قيمة متجدّدة مع كلّ نبض من نبضات قلوب الفلسطينيين، أولي القلوب المؤمنة، في الداخل وفي الخارج. هو قيمة راسخة، رسوخ العقيدة في عقول ووجدان الأجيال المتعاقبة، رغم المآسي والمحن، ورغم التكالب والخيانات، ورغم المؤامرات والصفقات…
سيظلّ الوطن يسكن ساكنيه، أو يمثّل ذاكرة الذين كانوا قبل أن يهجّروا قسرا، ساكنيه. لا بديل عنه، ولا تنازل عن حقّ العودة إليه للتترّب بترابه، ولملء الرّئة من طيب هوائه النقيّ، نقاوة وقداسة بقاعه وترابه…
سيبقى الشوق إلى الأرض الطاهرة دليل الحياة.
سوف يحفظ الإصرار على النّصر، الهُوية التي يُتقوّى بها على استجماع عناصر الرّجوع إلى الوطن…
لن تنحرف مسيرة المناضلين، ولن يشوّه كفاحهم مشوّه، طالما ظلّت الدنيا جميعا أقلّ من الوطن…
لن تفلح الصفقات ولو اختزلت كلّها في صفقة القرن، بل ولو رصّت القرون كلّها في هذا القرن!.
الفلسطينيّون، أولئك الفلسطينيّون الصادقون المؤمنون، عائدون! بإذن الله تعالى عائدون… عائدون يُنهون احتلالا، يُطهّرون أرضا، يرصّون صفّا، يرفعون أذانا، يُحرّرون ناقوسا، يُكرمون أهلا، يشيعون حريّة، يُقيمون ويرفعون عمرانا، يُضيفون للحضارة إضافاتٍ اكتسبوها وجمّعوها ليوم العودة إلى الوطن!..